الجمعة، 26 سبتمبر 2008

هل هناك حقوق مواطنة في الدولة الإسلامية ؟؟

ما من قضية أثارت جدلا في الآونة الأخيرة بين السياسيين والإسلاميين كما أثارت قضية المواطنة، خاصة حقوق غير المسلم، ومدى تمتعه بحقوق المواطنة وما مدى مراعاة الدولة لذلك، ودور غير المسلم فيها، وتوليه من المناصب كما يتولى المسلم، وإلى آخره من هذه الأسئلة التي تدور حول هذا الموضوع، فقررت أن أكتب مقال حول ذلك "بناء على طلب من الأخ artful عند سؤاله في مقال الطائفية واقع ولكن أين الخلل "، وأنا أبحث حول هذا الموضوع وجدت مقال يغنيني عن كل ما أريد أن أقول وهو يعبر عن نظرتي لهذا الموضوع كذلك فجزى الله الاستاذ عصام تليمة عنا خيرا حقوق المواطنة في المجتمع الإسلامي لمن أراد التفصيل، وسأضع هنا مقتطفات من الموضوع:

"تعتبر وثيقة المدينة اليهود من مواطني الدولة الإسلامية، وعنصرًا من عناصرها؛ ولذلك قيل في الصحيفة: "وإنه من تبعنا من يهود، فإن له النصر والأسوة غير مظلومين، ولا متناصر عليهم"، ثم زاد هذا الحكم إيضاحًا، في فقرات أخرى فقال: "وإن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين... إلخ"وهكذا نرى أن الإسلام قد اعتبر أهل الكتاب، الذين يعيشون في أرجائه مواطنين، وأنهم أمة مع المؤمنين، ما داموا قائمين بالواجبات المترتبة عليهم، فاختلاف الدين ليس -بمقتضى أحكام الصحيفة- سببا للحرمان من مبدأ المواطنة."

كيف سنطبق الشريعة بما فيها من عدالة ورحمة كذلك (الحدود) على غير المسلمين ؟؟

"إن من المعلوم لكل دارس للشريعة الإسلامية، ومن إقامة النبي صلى الله عليه وسلم للحدود في دولة الإسلام، أن هناك تفرقة بين ارتكاب المسلم للحدود، وبين ارتكاب غير المسلمين للحدود فيما بينهم، أو في خاصة نفسه، فمثلا: لو أن مسلما شرب الخمر فحده في الإسلام الجلد، ولو شربها غير المسلم وكانت شريعته تقضي بأن الخمر حلال، فليس للحاكم المسلم أن يقيم الحد عليه، وهذا باتفاق الفقهاء.
فكل ما هو حلال في شريعة غير المسلم لا يعاقب عليه وإن كان حراما في الإسلام، ولو أن مسلما كسر زجاجة خمر لغير مسلم يفتي معظم الفقهاء بتضمينه، وعليه دفع ثمنها له، على الرغم من التحريم الشديد في الإسلام للخمر، وكل ذي صلة بها."


لماذا يدفع غير المسلم (الجزية) في الدولة الإسلامية ؟

قد يعتبرها البعض أنها مسبة لتشريع الإلاسمي، ولكن في الواقع هي مفخرة، فالجزية (التي يستثنى منا الطفل والشيخ والمرأة وكل من هو غير قادر على دفعها) تعذر غير المسلم من القيام بدوره الدفاعي عن الدولة "فتستطيع أن تعتبرها ضريبة حماية وأمن" وبناء على ذلك تسقط في حالة مشراكة الرجل غير المسلم في دفاعه عن الدولة.

لماذا مصطلح "ذمي"؟

"لقد كان عقد الذمة الذي يعقد قبل الإسلام يجعل الذمي في ذمة العاقد، أما الإسلام فجاء واحترم آدمية الناس، فجعل عقد الذمة في ذمة الله ورسوله، ليعلم كل من يخرق هذا العقد أو يعتدي على غير مسلم أنه اعتدى على حرمات الله ورسوله" وفي النهاية هو مصطلح إن كان يزعج أخواننا في الإنسانية لا بأس بتغييره.


هل لغير المسلم الحق في تولي رئاسة دولة ذات أغلبية مسلمة؟

"أن قضية رئاسة الدولة والتصور والتكييف الفقهي للدولة لم يعد كما كان على عهد أسلافنا من الفقهاء القدامى، فليست الدولة القديمة ببساطتها، ومحدودية أركانها، كما أضحت الآن، فهذا التصور الفقهي للدولة المعاصرة لم يعاصره فقهاؤنا القدامى؛ ولذا علينا أن ننتبه إلى أن الاستشهاد بكتب الأسلاف في هذه المسألة لن يسعفنا كثيرا، فكل من سيتناول هذه القضية سيلجأ إلى كتاب (الأحكام السلطانية) للماوردي، أو للقاضي أبي يعلى، وأقصى ما سمح به أحدهما وهو الماوردي أن قسم الوزارات إلى وزارتين، وزارة تفويض، ووزارة تنفيذ، ولم يبح لغير المسلم من تولي المناصب فيها إلا وزارة التنفيذ، وهي وزارة لا يملك فيها صلاحيات الإنشاء، والإبداع، والحكم المستقل، فالماوردي وكل فقهائنا القدامى أصلوا لعصرهم وزمانهم، فكل واحد منهم خاطب زمانه، وأصل لكل أمر فيه بما يتوافق مع هذا الزمن.
ولنتأمل القضية من حيث النظرة للنصوص، ومن حيث الواقع المعيش، إن النصوص التي تساق لمنع غير المسلم من تولي الرئاسة هي نصوص عامة لم ترد في مقام الرئاسة تحديدا، مثل قوله تعالى: (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا) [النساء:141].
أما الواقع الذي نعيشه، فهو الآن لم يعد شخصا وحده يحكم، بل هناك مؤسسات كاملة هي التي يناط بها إدارة الدولة، والحاكم ما هو إلا ترس في آلة كبيرة.
في الماضي كانت الإمامة لها دلالة دينية، فالإمام أو الخليفة أو الحاكم هو الذي يؤم الناس في الصلاة، ويقضي بين المتخاصمين، ويقيم الحدود.
وما أراه:
ونحرص على توافر الضمانات والمؤسسات التي تمنع استبداد الحاكم أو ظلمه، والتي تحفظ على الأفراد والمؤسسات حقوقها وصيانتها، وتحفظ على الحاكم مكانته وتعينه على أداء رسالته.
وليترك للشعب قراره، عن طريق صناديق الاقتراع، وليختر من يلبي له مصلحته العامة، ويحفظ عليه كيانه وحضارته وتقدمه، وليرض الجميع بما تأتي به صناديق الاقتراع الحر، الذي لا تشوبه شائبة تزوير ولا تلاعب، وليكن من يكون فتأتي به صناديق الاقتراع، رجلا كان أو امرأة، مسيحيا أو مسلما، أو علمانيا أو ليبراليا، أو كائنا من يكون، المهم: أن نوجد نظاما يلتزم به الجميع، ويشرف على تنفيذه الرئيس المنتخب، ويجد على رقبته سيف رقابة الجماهير، وأعينهم المفتحة، فإن أصاب: شكروه، وإن أخطأ قوموا خطأه عبر قنوات التقويم الشرعية والقانونية."

أتمنى أن بعض الأسئلة قد تبين الجواب عليها، وهناك تفصيل أكثر في الرابط الذي في الأعلى. ^_^

هناك 17 تعليقًا:

revolution يقول...

السلام عليكم

جزاك الله خيرا أخي على الموضوع المفيد فنحن في زمن عم في الجهل فنحن لا نعلم شيئا عن ديننا و عن مدى شموليته فو ديني عالمي لكل زمان و مكان و هذا الجهل هو الذي يوقعنا في الخطأ أمام غير المسلمين و ربما يوقعنا في الشك بديننا و العياذ بالله

لا أستطيع أن أبدي رأيي بالموضوع فأنا لا أعلم كيف ستكون الحال إذا ما صارت دفة الحكم غير اسلامية

(( وإن أخطأ قوموا خطأه عبر قنوات التقويم الشرعية والقانونية))

قنوات التقويم الشرعية تكون وفقا لديانة الرئيس أم ديانة أغلبية الشعب أم ما عرفت عليه ديانة الدولة؟؟

مصعب يقول...

كلام جميل وواضح
ولكن هناك من على (قلوبهم غشاوة أن يفقهوه)
+
كتب السياسة الشرعية في تجدد دائم ونحن نجد ضالتنا غالبا في المتأخرين لاقتراهم من الزمان محل القضية
فهو ليس قصورا بالأقدمين
ولكنها ظروف زمان ومكان وبيئه
اسأل الله التوفيق

ARTFUL يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
ARTFUL يقول...

بالنهاية

الحل بالقانون؟! وليس بالشريعة الاسلامية؟!

سؤال يقول...

revolution:
حياك الله :)
بالنسبة لقنوات التقويم الشرعية، هي على حسب النظام السياسي للدولة، فمثلا في الكويت البرلمان هو الذي يمتلك حق الرقابة والتشريع، فإن أخطأ الوزير أو خالف القانون على المجلس محاسبته بالسؤال البرلماني ثم لجنة التحقيق..إلى أن تصل إلى الوزير.. أتمنى أن الصورة أصبحت واضحة :)

سؤال يقول...

صالح..للشعر:
صدقت، كتب السياسة الشرعية لابد أن تكون في تجدد دائم..
الله يوفقك :)

سؤال يقول...

artful:
أهلا بك :)
ولكن تعليقك غريب، فهل هناك إشكال إذا كان القانون هو الشريعة؟؟
فالأصل هو (تقنين الشريعة)

الوقار يقول...

امنيتي في هذي الحياه ان يطبق شرع الله في الدول التي تعتمد على القوانيين الوضعيه.
بهالقوانيين مو مترقعين فما بالك لو تولى كتابي غير مسلم حكم الدوله الاسلاميه!

فالحاكم هو رمز الدوله وقمة السلطه...بنفوذه يسطيع ان يغير مجتمع باكلمه...

ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه اللّه : ( ولاية الحكم استخلاف من اللّه لتطبيق شرع اللّه )

سؤال يقول...

حميعنا يتمنى ذلك :) ولكن مسألة رئاسة الدولة هي من حيث المبدأ، ولكن لايتصور في الواقع ذلك في دولة ذات أغلبية مسلمة بنسبة 99%، ونحن في الكويت لا ينطبق علينا ذلك لأن الدستور ينص على أن الحاكم لابد أن يكون مولود من أب وأم مسلمين، وهناك من الدول التي فيها نسبة من غير المسلمين ( مصر- لبنان...)
أما العلماء القدامى الذين كتبوا في السياسة الشرعية فعاشوا في واقع مغاير للواقع الذي نعيشه، فالآن لم يعد شخصا وحده يحكم، بل هناك مؤسسات كاملة هي التي يناط بها إدارة الدولة، والحاكم ما هو إلا ترس في آلة كبيرة.
ولنترك الشعب يختار من يحكمه،،
ويبقى رأي قابل للصواب والخطأ :)
بالتوفيق للجميع :)

bu-saad يقول...

اقتباس من رد سؤال:

ولنترك الشعب يختار من يحكمه،،
ويبقى رأي قابل للصواب والخطأ :)
بالتوفيق للجميع :)


لكن اخي الكريم..المعروف ان نظام الحكم في الكويت توارث..اي يستحيل ان يتغير نظام الحكم بعد مضي تلك السنيين فهذا الامور ذكر في نصوص الدستور...
لي عوده

سؤال يقول...

bu-saad :

كلامك صحيح، فأنا قلت أن نحن في الكويت لا ينطبق علينا ذلك :)
ولكنه للدول الإسلامية الأخرى (مصر.. لبنان..) أو لنا في المستقبل :P (مثلا) لا تفهم مني إنها دعوة للثورة :)

وعموما نحن ننقاش المبدأ وليس المثال..

بوسند يقول...

تعجبني مدوتنك ياأخي سؤال ..

فمازالت تمدنا بالزاد الفكر ، وتجيب عن الأسئلة الكبرى و تطرح الموضوعات الجادة ..

وفقك الله لمحابه .. وإلى الأمام

سؤال يقول...

شكرا لمرورك أخوي بوسند..
ووفق الله الجميع لما يحب ويرضى

قناة الرحمة يقول...

دعوة من مشرفة مركز خدمة المدونين العرب للمشاركة فى أشهر مدونة عربية لنشر المقالات على العالم وعضوية وتسجيل مدونتك فى دليل المدونين

Bediüzzaman Saeid Alnursi يقول...

بارك الله فيك وثبتك

إيلاف يقول...

موضوع مُهم ..
وذو جوانب متشعبة

أجمل مافي الاسلام أنه وعاء كبير يحوي مجالات الحياة المختلفة
والأجمل من ذلك أنه وضع لها أطر واسعة تتيح للأفراد في أزمان وأصقاع مختلفة التعامل معها والتحرك وفقًا لها دون مخالفتها أو خرقها

وللسياسة من ذلك نصيب كبير , بالرغم من التشويه الذي لحق الاسلام في هذا الجانب

المواطنة وحب الوطن غريزة فطرية قديمة لم يحاربها الاسلام أو يحاول طمسها
بل استخدمها وهذهبها لتصب في مصلحة الأمة

.

أما المواطنة في المفهوم الحديث فلا أراها تتعارض مع المواطنة في المفهوم الاسلامي
بشرط أن لا تطغى على رابطة الدين : )

.
.

الجزية , لا أدري كيف يتشدّق العلمانيون وغيرهم من محاربي الاسلام بتعيّره بها
فهي مبلغ زهيد يؤخذ نظير توفير الحماية والأمن , ولا يكاد يساوي شيء أمام ما تأخذه الدول الحديثه من مواطنيها مقابل كل شيء
فالضرائب في العالم الغربي تمتد لتشمل معضم نواحي الحياة حتى اليومية !
للتجارة ضريبة وللشراء شريبة وللأكل ضريبة وللتنقل ضريبة , ربما في يومٍ ما للتنفس أيضًا ! .
.
.

ذميّ
وهل يجد الذميّ له مكانًا خير من أن يكون في ذمة أهل الاسلام وحمايتهم ؟
قارن ذلك مع المصطلحات الحديثة , أقليات , لاجئين , غير محددي الجنسية .. أليست مصطلحات قاسية
أمامن نقد يثور حولها ؟

.
.

الرئاسة ,
غالبًا , لايجوز للمسلمين أن يولوا غير المسلم حاكمًا عليهم ,
ولكن لم نعد في زمن الخليفة والولاة , بل كما قلت نحن الآن في زمن المؤسسات
ولابد من تواجد نظام إسلامي سياسي شامل يحيط بالوضع الحالي
وبما أنك من دارسي العلوم السياسية , فنتمنى أن تكون ممع يؤسسون هذا النظام المُتقن

الرئيس في معضم الدول وخصوصا الاسلامية والعربية يكون رمز وسيادة دون ممارسة واسعة للسلطات
ولكن هذا لا يبرر أن يكون غير مسلم : )

.

سؤال يقول...

إيلاف:
مالك تراجعت في موضوع الرئاسة :)

ولكني أتصور أن الإسلام لم يأتي بنظام سياسي، ولكن بمبادئ سياسية، فلا ضير أن يختار الشعب في ظل النظام الديمقراطي من يمثله..