الاثنين، 8 سبتمبر 2008

س) ما هي القيمة العليا للدولة ؟؟

إن لكل دولة من الدول المبنية على أساس فكر (وليس كما هو الحال في دولنا العربية المسكينة التي ينطبق عليها مثال الغراب المشهور الذي أراد أن يقلد مشية الحمامة، فليست هي التي تمسكت بفكرها الإسلامي الأصيل، ولا هي التي تشربت الفكر العلماني الغربي سياسيا وشعبيا) على كل حال فليس هذا هو المقام لنقد السياسة العربية فهذا يحتاج إلى كتب ومؤتمرات، فنعود إلى سؤالنا اللطيف J، فالدولة المبنية على أساس فكر، لابد أن تحمل قيمة سياسية عليا للدولة، ففي الدول الغربية ، كأمريكا وفرنسا وبريطانيا وغيرها تجعل من قيمة الحرية والديمقراطية القيمة العليا للدولة


وعندما نقول القيمة العليا للدولة فنحن نقصد لو أنها تعارضت مع قيمة أخرى (كالمساواة) مثلا فلابد أن تقدم الحرية عليها، ومثالا على ذلك، الاقتصاد الرأسمالي الذي تتبناه معظم الدول يقوم على هذا الأساس وهو (السوق الحر) وإن لم تتوفر المساواة التامة بين الشعب فقد يزداد أصحاب رؤوس الأموال غنا، ويظل العامل عاملا في المصنع أو أنه سيدخل عالم التجارة في المشروعات الصغيرة.
وأما في دولة (كالإتحاد السوفيتي سابقا) تكون القيمة العليا للدولة هي (المساواة) فإن تعارضت مع قيمة أخرى فهي الأولى بالإتباع، وأمثلة الاتحاد السوفيتي على ذلك كثيرة سواء من ناحية اقتصادية في تطبيق الاشتراكية ونقل الملكية ووسائل الإنتاج تكون بيد الدولة، وانعكاس ذلك على الحالة الاجتماعية والسياسية والقضاء ملكية القياصرة وغيرها.


وأما في الدولة الإسلامية فالقيمة العليا في هذه الدولة هي العدالة، فلو تعارضت مع الحرية كالاحتكار مثلا فلابد من تدخل الدولة لكسر هذا الاحتكار، كما هو الحال في نظام (الحسبة)، ولو تعارضت مع المساواة كالكثير من الشؤون مثل الميراث بين الرجل والمرأة، أو تعدد الزوجات بالنسبة للرجل، فهذه أمور لا يقبلها من يحمل قيمة المساواة، ولكن من يتعمق في الحكمة من وراء هذه الأحكام فسيرى عين العدل في ذلك.
وإني لأعتقد أ ن (العدالة أولا) وهي مقدمة على ما سواها من القيم، لأن الإنسان قد يقبل بتقييد جزء من حريته من أجل غاية أسمى وأرقى وهي تحقيق العدالة في المجتمع وعدم ظلم فئة لفئة أخرى بحجة الحرية، وكذلك المساواة مبدأ قد يظلم كثيرا من أصحاب المواهب، ولكن العدل مبدأ لا يظلم أحدا، إن الفرق بين العدل والمساواة، أن الساواة تقتضي تسوية الجميع في العظاء والمنع رغم اختلاف قدراتهم وصفاتهم، ولكن العدل يقضي كل ذي حق حقه.
والآن بعد أن يخلع الإنسان عن نفسه النزعة الفردية من عقله، سيعلم أن هذه الفكيرة ما هي إلا فكرة منطقية متوافقة مع الفطرة السليمة التي فطر الإنسان عليها.
ولكن جل ما أخشاه هو أن يفهم من كلامي إلغاء باقي القيم على حساب قيمة أخرى، ولكن ما هي سوى عملية تفضيل وأولوية في التقديم والتطبيق.
(العدالة أولا) (حيث العدل فثم وجه الله)

هناك 14 تعليقًا:

Q e W i يقول...

القيمة العليا سياسة قوية و عند تطبيقها يكون للقيمة العليا قداسة و لا يمكن مسها و لكن (( السؤال )) ماذا لو لم يكن هناك قيمة عليا ماذا لو كان الناس لا يقدسون ( سياسة ) في حياتهم حيث الأهم هو انفسهم و أأسف على قولي أنها اصبحت سياسة من نوع آخر و هي أنا أولا ( العدل أولا و لكن ان كان من صالحي و المساواة أولا ان كانت من صالحي و ان لم تكن فلا علاقة لي بها ) هنا اذا انتشرت هذه السياسة بين الناس وقعت الطامة ( و للأسف هي منتشرة إلى حد ما في هذه الأيام ) بس بالأخير الحمدلله على كل حال .

سؤال يقول...

نظرية المصلحة ليست دخيلة على الفكر السياسي، بل متأصلة به، وليس مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة) سوى مبدأ يندرج تحت نظرية المصلحة، وكذلك تعريفنا للسياسة بأنها (فن الممكن) وهكذا،،
ولكننا هنا نناقش القضية من زاوية فكرية بعيدا عن التطبيق السياسي فنقيس الأمور بمقاييسها العقلية والمنطقية السليمة لنعرف كيف نرجح بين القيم،،

وشكرا لمرورك أخوي "abdulla" :)

ARTFUL يقول...

عسى الله يوفقك

بداية موفقة

=)

مصعب يقول...

بداية
السلام عليكم يا عزيزي
شيل خاصية الحروف المبعثرة للتعليق عشان لا نتكاسل عن الدخول والتعليق

بخصوص المدونه
اعجبتني فكره المدونه لكن دير بالك ترى في مواضيع السؤال عنها محظور
مثل
شسم امك
جم معاشك
وانت رايح هههه

راح اكون متابع لك
خوصا بعد ماحطيت موضوع العدالة اول موضوع

تحياتي
ولا تقاطع مدونتنا الشعرية وتعليقاتك

مصــ قصدي صالح للشعر:)

بوسند يقول...

وفقك الله لما يحب ويرضى ..

سر .. ونحن من ورائك :)

تحياتي

revolution يقول...

السلام عليكم ...

ماشاءالله شرح جميل و سلس

ننتظر باقي المواضيع ...

أحمد صادق الرافعي يقول...

الله يعطيك العافية وما قصرت

سؤال يقول...

artful:
آمين، وشكرا :)

صالح للشعر:
شكرا للتنبيه:)وشلت الخاصية "تدري مستجد"

بوسند:
نتعلم منك :)

revolution :
وعليكم السلام،
شكرا لمرورك والله يستر من الrevolution لأني غالبا ضدها (يبيله نخصص لها موضوع :)

أحمد صادق الرافعي:
الله يعافيك شكرا :)

حلم جميل بوطن أفضل يقول...

العدالة الإجتماعية كتكافؤ الفرص و المساواة هي القيم العليا لأي نظام إنساني

و هي ما نص عليه الدستور و لم يطبق للأسف

و هي أساس الحكم الإسلامي

مبروك المدونة الجديدة و سنبقى متابعين

بروفسور حمادو يقول...

الزميل سؤال

تحية طيبة

أراني أتفق معك تماماً في مسألة أهمية وجود قيمة عليا للدولة ، فوجود القيمة العليا يساهم في صقل هوية خاصة بالدولة و هو من ضمن ما نفتقده لدينا

سؤال بسيط قد لا يكون حول المغزى المباشر للمقال :

هل هناك فرق بين العدالة و العدل؟

تحياتي


(ملاحظة)

لفت انتباهي في موضوعك الأول في المدونة قولك

لا أريد أن أعيش مخدوعا بدين أو جماعة أو فكرة (فأي فكرة اقتنعت اقتناعا جازما وكاملا على أنها خاطئة فلن أتردد بالتنازل عنها.

عليه ، أود أن أسترعي انتباهك لمدونة الزميل فرناس ، الذي شعاره

لا خير في فكرة لم يتجرد لها صاحبها، ولم يجعلها ردائه وكفنه، بها يعيش وبها يموت

http://fernas.blog.com/

بالتوفيق في عالم المدونات

سؤال يقول...

حلم جميل بوطن أفضل:
الله يبارك فيك وشرا لمرورك :)

سؤال يقول...

بروفسور حمادو :
أشكرك عزيزي على توجيهي إلى مدونة فرناس، (فهي فعلا مدونة مفيدة ورائعة)



أما في ما يخص القاعة في الفكرة، فعدما قلت
(لا أريد أن أعيش مخدوعا بدين أو جماعة أو فكرة (فأي فكرة اقتنعت اقتناعا جازما وكاملا على أنها خاطئة فلن أتردد بالتنازل عنها)
فالعكس كذلك صحيح :)
(فأي فكرة اقتنعت اقتناعا جازما وكاملا على أنها "صحيحة" فسأكون أول من يناصرها)

أما قول الأخ فرناس ب:
"لا خير في فكرة لم يتجرد لها صاحبها، ولم يجعلها ردائه وكفنه، بها يعيش وبها يموت"
فأنا عند قناعتي السابقة، فإن عقلي -ولطبيعتي البشرية- ليس بكامل، فقناعاتي تتغير مع الوقت والنمو الفكري، فوضعت هذه القاعدة لكي لا أعطي لنفسي مبررا للتمسك بما هو خاطئ
وتظل وجهة نظر :)

شكرا أخي :)



أما بالنسبة لسؤالك بأن
هل هناك فرق بين العدالة و العدل؟
بصراحة لم أجد تفسيرا لغويا يفرق بين الأثنين، ولكن أتصور العدالة أساس العدل، فالعدالة هي المبدأ والعدل هو التطبيق،
فلا يوجد عدل قبل أن تتحقق العداله !!

إيلاف يقول...

تبادر إلى ذهني وأنا أقرأ المقال أن العدل - كـُل - تجزء لأجزاء تشكله وتكونه
مثل , المساواة , الحرية , حق التنافس , حق الأمن .. الى آخره من هذه القيم

فلو اجتمعت وتمازجت وتكاملت , وُجد العدل ..

والمتمعن في الجانب المشرق من تاريخ الدولة الإسلامية سيجد هذه المعاني واضحة ً جليّة

سؤال يقول...

تصور جميل لحقيقة العدل ، ولكنه لا ينطبق على الواقع، فقد تتعارض الحرية مع العدالة، وكذلك المساواة.. :)