السبت، 13 سبتمبر 2008

الطائفية واقع .. ولكن أين الخلل ؟؟

إن في جميع المجتمعات لابد أن تجد فيها أطيافاً سواء من أديان أو من جماعات فكرية أو مذاهب فقهية أو أحزاب سياسية وإلى آخره من الأطياف (والطائفة في اللغة هي الجزء من الشيء)، ولكن هل هناك خلل في مسألة وجود الأطياف في المجتمع؟!، في الطبع لا، ولكن الخلل في كيفية التعامل مع هذا الوجود الطائفي، فنريد أن نعرف ما هي الأمور التي يحق للطائفة أن تمارسها، فللطائفة كل الحق والحرية في الاعتقاد، وبناء على الاعتقاد حرية الرأي والتعبير عن هذا الرأي، فلا معنى لحرية الاعتقاد دون توفر حرية الرأي، وعلى الطرف الآخر احترامه، ومن حقوقهم ممارسة كافة أوجه العمل سواء في جمعيات النفع العام أو في الأحزاب السياسية و أماكن العبادة وغيرها، وكذلك لهم حق تميزهم عن غيرهم بلباس أو علامة أو شعار، وهذا وللأسف ما تخطئ به الكثير من الدول العلمانية كفرنسا وتركيا وغيرها، فليس الخطأ في التمييز ولكن يكون هناك خلل عند عدم وجود الحوار والاحترام للطرف الآخر.
فإذا أردنا أنعرف أين الخلل، فهو أولا إذا مارس نظام الدولة سياسة قمع الحريات للطائفة والبدء باعتقال قياداتها، فيبدأ التأجيج الطائفي وقد تقوى شوكة الطائفة المظلومة أكثر و أكثر، لأن الكل سيتعاطف معها، وإن كانت على خطأ، وتكون ردة فعل على النظام أو الحكومة، والقاعدة الاجتماعية تقول: (التحدي يولد العمل والثبات لفرد أو لمنظمة سواء على صواب أم خطأ).
ثانيا/ أن تمارس الطائفة الخيانة العظمى على الدولة، كمحاربتها أو تأجيج أمنها أو الغدر ونقل ملفات سرية لدولة أخرى، وكل ما يتعلق بالخيانة العظمى، والولاء لدولة أخرى وهنا نتحدث عن أمور تجعل الطائفة محظورة، وليست أخطاء بسيطة.
ثالثاً/ عدم احترام الطائفة لآراء باقي الطوائف وعلى العكس، وعدم الجلوس على مائدة الحوار والنقاش الفكري الهادف، وأي مجتمع فقد روح الحوار لن يدوم فيه الأمن والسلام فضلا عن التقدم.
وهذا قائد خير دولة محمد صلى الله عليه وسلم، يتعامل مع الطائفة الأخرى اليهود أن لهم دينهم وللمسلمين دينهم ولهم النصرة ما لم يخنوا ويظلموا وغيرها، فيضرب المثل الأسمى في التعايش بين أطياف المجتمع في الدولة، والله سبحانه يقول: (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا) فالاختلاف أصل وهناك أمر ملازم له وهو التعايش والتعارف. :)

هناك 19 تعليقًا:

سؤال يقول...

تنبيه:
نبهني الأخ (بوسند) على أن الطائفية هي المعنى السلبي للطائفة، فالطوائف واقع، ولكن عندما تتسم بالتعصب والسلبية تسمى طائفية، وكذلك القبيلة و القبلية..
شكرا للتصحيح :)

حلم جميل بوطن أفضل يقول...

الطائفية هي واقع اليوم مع الأسف و لكنها ليست نتاج الماضي. هي واقع مصطنع. أنا لدي قناعة و ايمان بأن هناك من يريد أن يفرض هذا الواقع علينا

هي عمل منظم ، لقتل و وأد أي رغبة في إصلاح الأمور. دلائل ما أقول كثيرة و أبسطها

صمت النظام المطبق على ما يجري و كأنهم لا يدركون ما يجري و لا يستشعرون الخطورة و لا يستبصرون المأساة القادمة

هي الدعوة المفتوحة للتخندق ، وراء طائفة قبيلة عائلة فئة عرق. هو مبدأ فرق تسد الخالد

بيدنا أن نهزمهم ، لكن متى ما أصلحنا النوايا و بدأنا بانفسنا قبل أن ننتقد الآخرين

someone_q8 يقول...

السلام عليكم
تسلم ايدك على هالمقاله
قواك الله و موفق ان شاء الله

سؤال يقول...

حلم جميل بوطن أفضل :
قد أكون ضد إلقاء اللوم على غيرنا، وإن كان الأمر مصطنعا، فنحن من يستطيع أن يغير هذا الواقع، كما ذكرت بإصلاح النوايا والبدء بأنفسنا :)
شكرا اخي :)

someone_q8 :
وعليكم السلام
جزاك الله خيرا :)

'3air يقول...

طرح موضوعي و راقي.. و الأروع استدلالكم بدور قدوتنا محمد اتجاه الطوائف

المدونة "مو صج" :)
اللهم بارك!

من أسمها إلى مواضيعها و بوستاتها
و مروراً بصاحبها أو العقل الناطق من ورائها
حقيقة ستكون اضافة جديدة و "مميزة" على ساحة التدوين .. إلى الآن مامرّ علي مدونة بهذا المستوى من الطرح المنطقي و الذي يدل على فكر واعي .. تبارك الله

س: هل اسم المدونة يعني أن فقط صاحبها له الحق بالسؤال .. أم لزائريها و ضيوفها كذلك ؟؟ :-)

سؤال يقول...

أشكرك أختي (غير) على حسن الظن، والمبالغة بالمدح

وبالتأكيد نتشرف بأي سؤال يأتي من الزوار :)

Q8PEN يقول...

مدونة مباركة بإذن الله ..
مواضيعك خطيرة صراحة :)
كييب جوينج ماي بروذر

مصعب يقول...

طبعا عجبني الموضوع
يا (سؤال)
اما الطائفة فهي مجموعه من الناس
والطائفية تعصب هذه المجموعه تعصب اعمى

باختصار ..كلام بوسند على طرف لساني
شكرا

ARTFUL يقول...

عندي سؤال يا سؤال

شلون ننبذ الطائفيه وما نخليها تدخل بينا مع ضمان حقوق الجميع ونشر العدل والمساواة بين جميع الطوائف المسالمه

هل بالقانون؟
اذا بالقانون فمن يضع هذا القانون؟

أم بالدين؟

اذا كان بالدين
أي دين؟ وليش هذا الدين بالذات؟

وهل تعتقد من المساواة فرض هذا الدين حكم على جميع الطوائف التي تعيش في هذه المنطقة؟


وشكرا

=)

سؤال يقول...

BO :: @yman :
الله يبارك فيك :)
شكرا..

صالح.. للشعر:
سبقك إليها بوسند :) شكرا للتنبيه

سؤال يقول...

ARTFUL :
شكرا على أسئلتك يا داهيه :)
بالنسبة للسؤال الأول شلون ننبذ الطائفيه.. ؟
الأصل كما ذكرت هو الحوار ومواجهة الفكر بالفكر ومن الخطأ مواجهة الفكر بالقانون والكبت..
ولكن الدولة/القانون (وليس الدين) لابد أن تتدخل في حالة واحدة فقط، عندما تتجاوز الطائفة حقوقها المكفولة لها، إلى إعتداء أو محاربة أو قتل، وهذا الإمام علي رضي الله عنه عندما واجه الخوارج (وهم معارضين لنظام الحكم) ولكن لم يبدؤهم بقتال حتى يبدأوا به،
فأرى أنه لا سبيل لنا سوى الحوار وأي مجتمع فقد روح الحوار لن يدوم فيه الأمن والسلام فضلا عن التقدم.

أما بالنسبة للسؤال الثاني:
وهل تعتقد من المساواة فرض هذا الدين حكم على جميع الطوائف التي تعيش في هذه المنطقة؟
فهذا سؤال يحتاج إلى مقال لوحده، لأنه يتعلق بحقوق المواطنة (للمسلم والكافر) في الدولة الإسلامية، هل هناك فرق بينهما، وهل هذا يعتبر ظلم بالنسبة لأصحاب الديانات الأخرى، وقد يندرج تحته، هل من حق أصحاب الديانات الأخرى تولي جميع المناصب في الدولة، (كرئاسة الدولة/الحكومة)، وكذلك موضوع الجزية، ومدى الحرية التي يتمتع بها من حرية اعتقاد وعبادة وتعبير..

فأتوقع إنه موضع طويل جدا وأوعدك أن نفردها بمقال إن شاء الله،،

(وأشكرك لإثراء هذا الموضوع، ودائما نستفيد منك، شكرا أخي :)

EXzombie يقول...

مدونة متميزة

مرحبا بك في الصفاة

بروفسور حمادو يقول...

الزميل العزيز سؤال

ليس من عادتي في معظم الحالات الحديث أو التعليق في أي مواضيع تكتب عن الطائفية ، لاعتقادي التام بأن خير وسيلة لنبذها هي الابتعاد عنها

ولكن ما دفعني إلى كتابة هذا التعليق البسيط هو شملك للاديان في موضوع الطائفية و ليس الحديث فقط عن الطوائف المختلفة في الدين الواحد

نحن دائماً نؤمن بأن الخلل في علاج المرض الطائفي يكمن في سياسة الدولة نفسها ، وإذا نظرنا على سبيل المثال للأسباب التي طرحتها لمعرفة أين الخلل ، فستجد بأن السببين الأول و الثاني لا ينطبقان علينا في الكويت إطلاقاً ، بينما الثالث المتعلق بعدم الاحترام هو مكمن الخلل بصورة كبيرة ، وعليه فنحن من مؤيدي فكرة تأكيد مدنية الدولة و التشريع لتجريم الطرح العنصري بكافة أنواعه

ما ذكرت أعلاه ليس هو ما ترنو إليك في مقالك بالدرجة الأولى لكنها مجرد وجهة نظر وددت أن أذكرها ، يختلف معها كثير و يؤيدها كثير أيضاً

تبقى قضية التعايش و التعارف هي بالفعل الحل النموذجي الذي يجب أن يسوق بصورة مهذبة و سلسة عقلانية إذا لم نستطع أن نعالج الخلل عبر التشريع

أدعوك إلى قراءة المقالات التالية للكاتب عبدالجليل الطبطبائي لاعتقادي الشخصي بعقلانية ما كتب

http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=428524&date=16092008


http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=429124&date=16092008

http://www.alqabas.com.kw/Article.aspx?id=430147&date=16092008

وفقك الله لما فيه الخير لوطنك

bhr.qadsaweya يقول...

مهما فرقتنا الطائفية سواء بالمذاهب او الأديان تبقى الرحمه بين كل من الطوائف و المذاهب و الأديان
وفي نظري نحن نخلق شيئا يدعى الطائفية
فالرضيع يولد رضيع ليس مسلم او مسيحي و شيعي او سني او بدوي..
يعطيك العافية :)
تقبل مروري

سؤال يقول...

EXzombie :
شكرا لمرورك :)

سؤال يقول...

بروفسور حمادو :
يعطيك العافية أخوي، وفعلا كتابات الاستاذ/ الطبطبائي مفيدة، وخاصة المقالة الثالة رائعة جدا..
شكرا لك :)

سؤال يقول...

bhr.qadsaweya :
شكرا على مرورك :)

غير معرف يقول...

إضافة أو توضيح:

كثير ما نربط بين الصراعات القائمة ونقول صراع حضارات أو صراع طائفي وهذا خطأ كبييير وخطأ استراتيجي سنسأل عنه أمام الله،،

فصراع القاعدة مثلا مع عصابة بوش ما هو إلا صراع طرفين متطرفين والحضارة الإسلامية والمسيحية مالهم شغل، هو صراع بين طرفين متطرفين وماهو صراع حضارات،،

وربط التدافع بين السنة والشيعة بمعنى الطائفيه كلام منبوذ حتى عقلا،، فالسنة هم الأمة ولا ينفع عقلا أصلا أن يلفظ عليهم معنى طائفة!! لأن أهل السنة يمثلاون 86% من المسلمين في العالم،، والشيعة (رافضة وزيدية ومعتدلين ومتطرفين ووو...) يمثلون ال 14% الباقية..

فلا يكون لبس ونقول صراع طائفي ما طائفي.. تيار أهل السنة يمثل تيار الأمة وما هو بتيار طائفة صغيرة،، بل هم الأمة

سؤال يقول...

شكرا بوعبدالله لمشاركتك وإثرائك للموضوع، ولكن
إذا رجعنا إلى تعرف الطائفة قهي الجزء من الشيء، فالشيعة جزء من الإسلام والسنة جزء من الإسلام بغض النظر عن النسبة، وأنا شخصيا ضد الدخول في تحديد الفرقة الناجية وجماعة المسلمين فنحن نتحرى الحق وعلمها عند الله فنحن في غنا عن الدخول في صراعات من أجل قضية لن ينبني عليها عمل في الحياةالدنيا،،

وإذا أخذنا بوجهة نظرك واعتبرنا الشيعة طائفة في الكويت مثلا، فسيكونون السنة طائفة في إيران..!

فالمسألة ليست متعلقة بأغلبة وأقلية، ولكن أردنا في عذا المقال أن نحدد كيفية التعامل والتعايش مع الوجود الطائفي..

ولك مني جزيل الشكر والامتنان على مشاركتك بوعبدالله :)